'الذئاب البشرية دائما يتربصون بضحاياهم من النساء، والفتيات في أماكن مظلمة.. خالية من المارة.. منازل مهجورة.. هذا ما نعرفه عن مرتكبي جرائم الاغتصاب وهتك العرض.. لكن ماحدث في هذه الجريمة ربما كان مفاجأة لكل من سمع عنها.. فمسرح الجريمة للأسف داخل احدي المدارس. والواقعة تمت اثناء اليوم الدراسي.. ومرتكب الواقعة شيطان في الظلام.. وفي الواقع سكرتير المدرسة.. والضحية.. طفلة جميلة.. لم تتوقع ان الرجل الذي من المتعين ان يقوم بدور والدها داخل المدرسة.. هو نفسه الذئب الذي نصب لها مصيدته ليفترس شرفها وبراءتها!
يوم دراسي جديد.. بدأت احداثه في السابعة والنصف صباحا داخل مدرسة ابتدائية باحدي قري مركز العدوة بالمنيا.
التلاميذ والتلميذات يتوافدون علي المدرسة تباعا للحاق بطابور الصباح الذي أوشك علي البداية.. اصطف التلاميذ.. حيوا العلم.. وجوه بريئة.. مازالت صفحاتهم في دفتر احوال الدنيا بيضاء.. قلوبهم مازالت خضراء.. يرون كل الناس حولهم طيبين.. لايعرفون معني كلمة الشك في شخص ما.. او الحذر.. هم يعرفون جيدا ان المدرسة هي البيت الثاني لكل منهم.. المدرسون والموظفون آباءهم داخل اسوار بمدرسة.. المدرسات والموظفات بمثابة أمهات لهم.. يراقبون تصرفاتهم.. يوجهونهم إلي السلوك السليم.. يحذرونهم من اي تصرف يخالف ذلك.. يقدمون لأولياء الامور صورة صادقة لسلوك كل تلميذ او تلميذة.. ليلتحم دور كل منهما ويلتقيا معا في هدف واحد.. وهو مصلحة الطفل ومستقبله.
المهم.. بدأت الحصة الاولي.. صوت التلاميذ يدوي في الطرقات وهم يرددون الجمل والكلمات وراء المدرسين.. لا أحد يتوقع ان هذا اليوم سيشهد حادثا غريبا علي المدرسة والقرية كلها.. الا شخص واحد.. هو فقط الذي كان يعلم.. فهو المخطط للحدث البشع!
رجل.. تسلل الشيب إلي رأسه بعد ان تجاوز السادسة والاربعين من العمر.. هو سكرتير المدرسة .. يعمل بها منذ أكثر من عشرين عاما.
الشكل العام له.. موظف يؤدي واجبه داخل المدرسة.. لايختلف مع احد.. هاديء الطباع.. وداخل نفسه شيطان ثائر.. يحرضه دائما علي ارتكاب الرذيلة والبحث عنها في كل مكان.. يحثه علي البحث عن ضحايا ابرياء يطفيء فيهم نار غرائزة المجنونة. لا يفرق بين طفلة صغيرة.. او امرأة كبيرة.. المهم ان يحقق غرضه.. ورغم خطورته.. مازال يعمل في هذا المكان المهم.. يخطط في الظلام دون ان يشعر به أحد حتي سقط عنه القناع أخيرا.. وانكشف وجهه الشيطاني!
استدعاء!
الفكرة الآثمة اختمرت في رأس الشيطان.. لم يعد يري منذ الصباح الباكر الا مشهد واحد يشعل داخله كل غرائزة المكبوته.. لم يعد يتخيل امامه سوي مشهد الطفلة الجميلة 'هدي' التلميذة بالصف الثالث الابتدائي .. التي تتمتع بملامح وتقاطيع جميلة تزين وجهها البريء!
استغل الذئب الفرصة التي سنحت له.. استوقف تلميذا وارسله لاستدعاء تلاميذ الصف الثالث الابتدائي الذي تدرس به 'هدي' ليسلمهم الكتب المدرسية.. اصطف التلاميذ امامه.. وبعد ان انتهي من مهمته.. نادي علي الطفلة هدي وطلب منها الانتظار.. وامر باقي التلاميذ بالانصراف!
تلفت الذئب حوله فوجد الطرق خالية .. وهنا كشف عن نيته الخبيثة.. اقترب من الصغيرة .. تسبقه نظرات جائعة تطل من عينيه.. تخترق جسد الصغيرة كانها سهام نارية.. لم يضيع الوقت.. امرها ان تخلع ملابسها!
سألته الصغيرة بدهشة
أنت بتقول ايه يا استاذ.. كده عيب!
لم يجبها الشيطان.. اقترب منها.. نزع عنها ملابسها بسرعة امام ذهولها.. وبقائها.. ثم خلع ملابسه.. وبدأ ينفذ في الصغيرة حكم الاعدام وهو يغتال شرفها وبراءتها بوحشية!
الجريمة البشعة عمرها دقائق قليلة .. لكنها مرت علي هدي كأنها عمر طويل لم تعشه بعد!
خشي الذئب ان يفتضح امره.. ارتدي ملابسه .. والبسها ملابسها.. ثم امرها بالانصراف وحذرها ان تحكي لاحد ما حدث لها!
ثم عاد الشيطان يمارس عمله دون ان يتحرك له ساكن.. بينما مضت هدي تبكي مصيبتها.. لم تهدأ حتي استوقفتها زميلتها.. سألتها عن سبب بكائها.. في البداية ترددت هدي.. خشيت ان تحكي لها وهي تتذكر تهديده لها .. لكن فجأة حكت لزميلتها والدموع تملأ عينيها .. تملك الرعب الصغيرتين معا!
عادت هدي الي منزل اسرتها بعد انتهاء اليوم الدراسي حزينه.. مهمومة.. كأنها فقدت العالم كله في لحظة واحدة!
لا شيء يؤنس احزانها سوي دموعها وشعور اللوعة والمرارة الذي سكن حلقها..وخوف لاتستطيع ان تعبر عنه كلمات تستبدبها.. لاتعرف ماذا تفعل في المصيبة التي حلت بها.. لكنها تستبعد ان تخبر اسرتها بما حدث.. فهي مازالت تحت تأثير تهديد الشيطان لها!
انفجار!
في نفس اليوم.. حضرت زميلة هدي لزيارتها .. استقبلتها والدة هدي بترحاب.. لكن الصغيرة بدا عليها حزن شديد.. شدانتباه اجابته هدي ببراءة.. حاضر يا استاذ!
صاحبة المنزل التي بادرت بسؤالها عن سبب حزنها.. ظنت ان والدتها عاقبتها بالضرب مثلا.. لكن الكارثة التي لم تتوقعها ام هدي عندما حكت لها الصغيرة عن المصيبة التي حلت بصغيرتها صباح هذا اليوم الاسود!
ضربت الام قلبها بيديها.. أسودت الدنيا في وجهها.. انهارت في البكاء غير مصدقة.. اسرعت الي هدي التي ارتمت بين احضانها.. الثلاثة استسلموا لبكاء هيستيري يقطع القلوب!
لم تتردد الام.. اصطحبت صغيرتها هدي.. توجهت الي مكتب اللواء مجدي عبدالعاطي مدير مباحث المنيا.. قدمت إليه بلاغا بالواقعة.. استمع مدير المباحث لتفاصيل مخزنة علي لسان هدي وزميلتها.
ألقي النقباء هيثم صلاح وسامح سرحان واحمد علاء معاوني مباحث مركز العدوة القبض علي سكرتير المدرسة.. تحريات الرائد أحمد صلاح رئيس مباحث العدوة باشراف العميد عاطف قليعي رئيس المباحث الجنائية والعقيد محمد هندي رئيس مباحث قطاع الشمال تكشف عن الصحيفة السوداء للمتهم.. فمعروف عنه سوء السلوك.. وتبين ان سبق له محاولة اغتصاب سيدة داخل منزلها ليلا.. وتم تسوية المشكلة في جلسة عرفية تم تغريمه فيها بملبغ الفي جنيه .. كما تبين انه أب لخمس بنات وولد!
بمواجهة المتهم بالتحريات وأقوال هدي والشاهدة.. لم يستطع الانكار امام اللواءان عطية مزروع نائب مدير أمن المنيا ومحمد بهجت نائب المدير لقطاع الشمال.. حكي تفاصيل جريمته البشعة!
***
أمر اللواء محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية مدير أمن المنيا باحالته الي نيابة مركز العدوة .. باشر معه التحقيق محمد الريدي مدير النيابة باشراف المستشار محمد ابوالسعود المحامي العام لنيابات شمال المنيا الذي امر بحبس المتهم علي ذمة التحقيقات .. وعرض هدي علي الطب الشرعي للكشف عليها!